يعد مكمل "Garcinia cambogia" من المكملات شائعة الاستخدام من أجل خسارة الوزن، ويتم تحضيره من فاكهة "الجارسينيا كامبوجيا" المتواجدة في مناطق جنوب آسيا والهند وأفريقيا، وهي فاكهة تشبه ثمرة القرع ويمكن تناولها ولكنَّ طعمها حامضي لاذع جداً لذا لا يتم تناولها نيئة عادةً.

تشير الدراسات أنَّ فوائد هذه الفاكهة تعود لاحتوائها مركب يدعى حمض الهيدروكسي سيتريك HCA، والذي يملك فعالية في حرق الدهون وخسارة الوزن خاصة أنَّ محتوى المكمل من هذا المركب أيضاً تكون 50-60% على الاقل، وقد يؤدي تناول المكمل أيضاً إلى تعزيز الشعور بالشبع وخفض سكر الدم، كما أن لتناول المكمل مجموعة من الآثار الجانبية الضارة نتعرف عليها في هذه المقالة.

أظهرت الدراسات أنَّ مكمل جارسينيا كامبوجيا آمن للاستخدام الفموي، ويمكن تناوله لمدة 12 أسبوع على الأقل مع شرط الالتزام بالجرعة وبعدها يجب عدم استخدامه لمدة 3 اشهر، ثم يمكن معاودة استخدامه لمن يرغب من جديد، ولكن تظهر عادةً بعد تناوله مجموعة من الآثار الجانبية قصيرة الأمد مثل الشعور بالصداع والغثيان والدوخة وبعض الاضطرابات الهضمية وجفاف في الفم، ولكن تناوله مع مكملات أو أدوية أخرى أو عند الإفراط بتناوله قد يسبب تأثيرات خطيرة مثل:

قد يؤدي تناول المكمل إلى حدوث أذية كبدية، ورغم أنَّ حدوث ذلك نادراً إلا أنّ عدة تقارير حديثة أشارت إلى حدوث أذية كبدية عند تناول هذا المكمل.قد يحرض تناول المكمل فرط إفراز السيروتونين، حيث قامت امرأة بتناول المكمل بالتزامن مع أدويتها المضادة للاكتئاب مما أدى إلى حدوث متلازمة التسمم بالسيروتونين لديها.إنَّ التناول المفرط لمكمل جارسينيا كامبوجيا قد يؤدي إلى تجمعه في أنسجة الخصية، وقد يؤدي ذلك بالتالي لحدوث ضمور في الخصيتين مما يؤثر على إنتاج النطاف.يتداخل استخدام مكمل جارسينيا كامبوجيا مع الكثير من الأدوية، وبالتالي يجب تجنب استخدامه مع أدوية الربو والحساسية، بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب ومكملات الحديد وخافضات السكر والشحوم، ويجب تجنب تناوله خلال الحمل والإرضاع وعند الإصابة بأمراض الكلية والكبد، والتنبيه لعدم تناوله ايضاً قبل إجراء أي عمل جراحي كونه يبطئ من عملية تخثر الدم.

لا بد من الإشارة إلى أنَّ مكمل جارسينيا كامبوجيا غير مرخص من قبل منظمة الأدوية والأغذية FDA، وهذا يعني أنَّ المكونات الموجودة على بطاقة اللصاقة الغذائية الخاصة بعبوة المكمل قد لا تكون دقيقة وبالتالي لا تمثل ما هو موجود بداخل عبوة المكمل، وبناءً عليه يجب اختيار العلامة التجارية الموثوقة فقط من هذا المكمل والتي تحمل مثلاً علامة USP أو Consumer Lab، كما أنَّه قد لا يؤدي تناول مكمل جارسينيا كامبوجيا إلى خسارة الوزن كما هو مروج له، فقد أظهرت إحدى الدراسات التي شارك فيها 135 شخص قاموا بتناول المكمل لمدة 12 أسبوع، ولكن لم تحدث لديهم خسارة هامة في الوزن مقارنة مع البلاسيبو.

عموماً من أجل تقليل حدوث التأثيرات الجانبية لا بدَّ من الالتزام بالجرعة الموجودة على عبوة المكمل، ويجب ألا تتجاوز 2800 ملغ في اليوم، ويمكن مثلاً تناول كبسولة او مضغوطة من المكمل 3 مرات في اليوم وكل منها بعيار 500 ملغ، ويعد الوقت الأنسب لتناوله هو قبل الطعام بحوالي 30-60 دقيقة من اجل تخفيف حدوث الاضطرابات الهضمية.

في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أنَّ مكمل جارسينيا كامبوجيا وغيره من المكملات لا تؤدي إلى إنقاص الوزن بكبسة سحرية، ويجب أن يترافق تناولها مع اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة لتحقق فائدتها.