إنَّ الشهية لتناول وجبة جانبية تحبّها خارج نظامك الغذائي المحدد تبقى موجودة، وقد يبدو هذا التصرف غير مناسب لتحقيق الأهداف الرياضية والصحية الذي يسعى لها أي شخص، ولكن في الحقيقة إنَّ تناول مثل هكذا وجبة مفتوحة قد يكون مفيد جداً لنظامك الغذائي،

مفهوم الوجبة المفتوحة

نذكر أنَّ الوجبة المفتوحة هي وجبة خارجة عن النظام الغذائي قد يشتهي تناولها الشخص الذي يتبع حمية معينة، ويسمح بتناولها مرة واحدة أو مرتين فقط أسبوعياً، أو من فترة لأخرى، وهي تعكس فائض من السعرات الحرارية عن المسموح تناوله خلال اتباع نظام غذائي معين.

فوائد الوجبة المفتوحة

1- تحسن عملية الاستقلاب في الجسم

يوجد في جسمنا هرمونين يتعلقان بالشعور بالشبع أو الجوع، وهما هرموني الليبتين والغريللين، حيث يعد هرمون الليبتين مسؤولاً عن تنظيم الشهية ويضبط شعور الشبع لأنّه يتم تنبيه إفرازه عند الشعور بالامتلاء بعد تناول الطعام، ويعتمد إنتاج الجسم من هرمون الليبتين على كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، فإن كان هناك عجز طاقي كما في حالة خسارة الوزن يتناقص إفراز هذا الهرمون، وبالمقابل إن كان هناك فائض من السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص كما يحدث عند بناء العضلات سترتفع تراكيز هرمون الليبتين.

من جهة أخرى، يعد الغريللين هرمون ببتيدي يتنبَّه إفرازه عند الشعور بالجوع، وبالتالي عند محاولة خسارة الوزن واتباع حمية منخفضة السعرات الحرارية يرتفع تركيز هرمون الغريللين.

كيف تنظم الوجبة المفتوحة عمل هذين الهرمونين؟

في حمية خسارة الوزن، يتم تناول سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم في الحالة الطبيعية، لكن مع مرور الوقت يتعود الجسم على تناول حمية منخفضة السعرات الحرارية، ويضبطها كحالة مستقرة بالنسبة له، وبما أنَّ الوجبة المفتوحة تكون عالية السعرات الحرارية وغنية بالكربوهيدرات فهي تساعد على رفع عملية الاستقلاب فجأة وبالتالي تنظيم سويات هرموني اللبتين والغريللين، مما يشجع الجسم على حرق سعرات حرارية أكثر، بدلاً من تعوده على نظام منخفض السعرات الحرارية.

لتوضيح ما سبق، نذكر مثالاً عن دراسة تم فيها تقسيم رجال غير بدينين إلى ثلاث مجموعات، تم إخضاع كل مجموعة إلى نظام تغذية معين كما يلي: المجموعة الأولى تتناول 70% من حاجتها من السعرات الحرارية (أي نقصان)، والمجموعة الثانية تتناول 130% من حاجتها للسعرات الحرارية (أي زيادة)، والمجموعة الثالثة تتناول 100% من حاجتها من السعرات الحرارية (أي دون زيادة أو نقصان) وهي مجموعة الشاهد.

أظهرت النتائج أنَّ المجموعة الأولى انخفض لديهم هرمون الليبتين، بينما المجموعة الثانية عاد إنتاج هرمون الليبتين لديهم إلى سوياته الطبيعية مما يشير إلى أنَّ الوجبة المفتوحة تسد النقص في تراكيز الليبتين وتجعله بالسويات الطبيعية.

تم إجراء دراسة أخرى أيضاً على النساء أظهرت أنَّ فائض السعرات الحرارية القادم من كربوهيدرات الوجبة المفتوحة يرفع هرمون الشبع (الليبتين) بنسبة 28%، كما أنَّها تحسن استهلاك الطاقة بنسبة 7% خلال 24 ساعة من تناولها، وبالتالي حرق سعرات حرارية أكثر خلال هذه 24 ساعة حتى بدون ممارسة تمارين رياضية خلالها.

2- تحفز الوجبة المفتوحة الالتزام بالنظام الغذائي

ليس هناك أفضل ما يحفز الالتزام بالنظام الغذائي الخاص بحميتك إذا علمت أن في نهايتها وجبة مفتوحة واحدة مسموح لك تناولها، ويؤكد خبراء التغذية على تناولها مرة إلى مرتين أسبوعياً فقط، وأنَّها تعكس نمط حياة 80/20، حيث في هذا النمط يتم الالتزام بنظام تمرين وغذاء صحي وحياة إيجابية بنسبة 80%، أما 20% المتبقية تدلّل بها نفسك وكأنّها ضوء في آخر النفق وهذا يحفّز استمرار الروتين الصحي المتضمن في نسبة  80% السابقة.

3- تمنح الوجبة المفتوحة استراحة عن التفكير

إنَّ محاولة مقاومة الشهية لطعام تحبه وليس من ضمن خيارات نظامك الغذائي قد يبدو أمراً متعباً ويشغل التفكير دائماً، ولكن عندما تدلّل نفسك بوجبة مفتوحة ستتمكن من الاسترخاء، والتوقف عن التفكير بالسعرات الحرارية، وتستمتع بتناول طعامك.

ختاماً يجب أن تتذكر دائماً أنَّها وجبة مفتوحة واحدة، وليست يوم مفتوح لتناول ما ترغب كما يقوم البعض، وأنَّه عند تناول هذه الوجبة يمكن جعلها صحية أيضاً، فمثلاً يمكنك إعداد عجينة البيتزا بنفسك والتأكد من مكوناتها بدلاً من شرائها، أو شراء الوجبات المفتوحة التي تحمل قائمة المكونات الخاصة بها للتأكد منها والابتعاد عن الأطعمة المعالجة، مع التركيز على الوجبات الغنية بالكربوهيدرات أكثر من تلك الغنية بالدهون كونها تحفز إنتاج أكبر لهرمون الليبتين.